السفيرالامريكي جون جيرنيكان وموقفه من ابرز القضايا السياسية العراقية (1959ــ 1962)

الملخص

يمكن القول إن مواقف السفير الأمريكي جون جيرنيكان من الأحداث العراقية بين عامي  1959 و1962 عكست إدراكاً دقيقاً لطبيعة الصراعات الداخلية التي مر بها العراق بعد ثورة 1958 ، فقد أظهرت تقاريره أن أحداث الموصل وكركوك كانت دليلاً على ضعف النظام السياسي وضعف قدرة عبد الكريم قاسم على ضبط التوازن بين القوى المتصارعة ، في وقت كان النفوذ السوفيتي يتنامى في العراق كما طالب عبد الكريم قاسم بضم الكويت 1961  ، وحرص السفير جيرنيكان على ان تظل الولايات المتحدة تدعم الكويت متماشياً مع سياسة بريطانيا خشية من ان يؤدي اي تهديد عراقي الى عدم الاستقرار في المنطقة وتشجع الحكومة العراقية على الاعتراف بالكويت ، وحذر الولايات المتحدة من مخاطر ترك المبادرة بيد عبد الكريم قاسم لانه سيؤدي الى وضع سياسي كارثي ، كما ادى  دوراً في القضية الكردية عندما كان الاكراد في صراع مع الحكومة العراقية ، كان جيرنيكان يراقب تطور الاحداث في الشمال وكان يعتبرها عامل توتر داخلي يهدد استقرار البلاد ويضعف السلطة الحاكمة ، لم تكن الولايات المتحدة داعمة للاكراد لكن جيرنيكان اشار في تقاريره ان الصراع منح الدول المجاورة التدخل في شؤون العراق الداخلية  مما يؤدي الى تعقد الاوضاع  واوضح ان التصعيد في المسالة قد يفشل جهود واشنطن لتطوير العلاقات مع العراق وهذا يؤثر على المصالح النفطية وعلى امن المنطقة كما عملت جاهدة على ابقاء العراق بعيداً عن التدخل السوفيتي