تطور انماط الاغتراب كقنوات للأستثمار الاجنبي المباشر من المال والتجارة الى الخدمات حال الدول العربية

الملخص

جاء في الفصل الرابع من تقرير الاستثمار العالمي لسنة ٢٠٠٤ وتحت عنوان : " اغتراب وظائف شركات الخدمة : التحول العالمي المقبل ؟ " "The offshoring of corporate service functions: The next ? global shift واحداً من أهم العناوين التي يركز عليها في دراسة المراكز المالية المغتربة وبالتحديد Offshore Financial Centers ، ورغم ضبابية المصطلح والمفهوم وترجمته إلى العربية ، فقد ورد ضمن عناوين ومضامين متعددة ، واليوم يبرز تطور آخر حول ظاهرة الاغتراب ولكن ليس على مستوى السوق أو الفرع أو الهيكل المؤسسي وإنما على مستوى الوظائف والتي قامت بها شركات الخدمة والتي تعد بحد ذاتها تطوراً كبيراً وتغيراً دراماتيكياً من حيث بروز الخدمة كمنتج جنباً إلى جنب مع السلعة ، لا بل تشير كل التوقعات لأن يكون القرن الحالي بمثابة قرن الخدمات وهيمنتها بعد التطور الهائل الذي شهده العالم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتناول البحث ظاهرة الاغتراب Offshoring ضمن ثلاث أنماط برزت في النصف الثاني من القرن العشرين وأخذت عدة مسارات ، المسار الأول كان مالياً والثاني كان سلعياً واليوم برز المسار الثالث وهو وظيفياً ، فما هي طبيعة الاغتراب وما علاقته بالاستثمار الأجنبي المباشر ؟ وكيف نشأ كظاهرة في المال ومن ثم التجارة وأخيراً الخدمة عبر اغتراب الوظيفة ؟ يهدف البحث إلى التعريف بهذه الظاهرة وأبعادها وكيف نشأت ولماذا ؟ ومن ثم أين منطقتنا العربية من هذه الظاهرة وما هي الأبعاد التنافسية بين الدول للوصول لهذا المركز ، وكيف انتقلت من ظاهرة تعتمدها الدول إلى ظاهرة تتبناها الشركات وما هي المقومات التي تبحث عنها الشركات لتؤسس لوظيفة مغتربة ؟
يعتمد البحث منهجية علمية مبنية على مناقشة الظاهرة من حيث لماذا وكيف بوصفهما السؤالين اللذين يسعى البحث للإجابة عنهما، ضمن مناقشة الظاهرة موضوع البحث ، ومن ثم أين الدول العربية ومجتمعاتها واقتصادياتها من هذه الظاهرة قياساً بما هي عليه اليوم في العالم، وسيكون المصدر الأساس للمعلومات هو تقارير الاستثمار العالمي التي تصدرها منظمة اليونكتاد التابعة للأمم المتحدة وعدد من التقارير الدولية الأخرى.