عولمة الادارة وعولمة الاعمال

الملخص

إن البحث في تاريخ العولمة يفتح أمام القارئ بابا واسعا لمعرفة مراحل نشوء هذه الظاهرة وتطورها، إذ أشارت الكثير من الدراسات إلى أن العولمة اتخذت أشكالا وأنماطا عبر الأزمان وأنها كانت مصطلحا معروفا حتى قبل الحرب العالمية الثانية، وهذا ما أشارت إليه الكثير من القواميس اللغوية والاقتصادية والإدارية. ان مصطلح العولمة كما هو اسم مخفف ومهذب يجري تسويقه من قبل الدول الكبرى، وبخاصة الدول الرأسمالية. وهو أحد محطات الاستعباد والاستغلال مثله مثل مرحلة الرجل الأبيض أيام حمى الاستعمار التي أصابت القوى الأوربية في القرن التاسع عشر، ولا تختلف عن مرحلة الانتداب التي أنشأتها عصبة الأمم المتحدة في عشرينات القرن العشرين. وهذا يعني ان العولمة مرحلة متممة للمراحل السابقة وأشار إلى نفس المعنى. بقوله إلى أن هذه الظاهرة هي تطور طبيعي للحضارة منذ أقدم الحقب التاريخية، والتي بدأت منذ عدة الاف من السنوات قبل الميلاد. ولو تم البحث في العمق التاريخي للعولمة نجد ان اغلب الآراء اتفقت على أن هذه الظاهرة قديمة في بعض مضامينها. ففي سياق تحليله للمتغيرات في بنية النظام الدولي القديم. أن العولمة أصلا هي ظاهرة ارتبطت بنشوء الرأسمالية الصناعية العالمية، وان التغيرات التي طرأت على هذا النظام الذي تبلورت توجهاته في سبعينات القرن العشرين، واتضحت خطوطه وملامحه الرئيسة مع بداية التسعينات منه والذي تمثل في انهيار نظام بريتون وودز: عولمة النشاط الإنتاجي، عولمة النشاط المالي واندماج الأسواق، تغير مراكز القوى، وتغيير هيكل الاقتصاد العالمي وسياسات التنمية. ان رؤية العولمة كانت وليدة دراسات السلام والحرب التي تمت خلال الحرب العالمية الثانية في أمريكا. ولقد تم إيجاد الأمم المتحدة، ومؤسسات بريتون وودز ومنها صندوق النقد الدولي كأداة لتنفيذ هذا النظام.