انعكاسات السياسات النقدية في مؤشرات تداول سوق الاوراق المالية (الولايات المتحدة الامريكية دراسة قياسية للمدة 1990- 2010 / وباستخدام نماذج التخلف الزمني)

الملخص

تلعب الاسواق المالية اليوم دوراً هاماً في ارساء المقومات الاساسية للنمو الاقتصادي القابل للاستقرار اذ تعد تلك الاسواق احد القنوات المهمة لتمرير, تطبيق السياسات النقدية والمالية والتي تعد الهدف الرئيس للاخيرة في تحقيق الاستقرار النقدي ومكافحة معدلات البطالة المرتفعة ,وهذا ما جعل الاسواق المالية مقياساً لمدى نجاح تلك السياسات , كما تعد مرتكزاً اساسياً لحفز الاستثمارات المحلية وجذب الاستثمارات الاجنبية .
ان اختيار الولايات المتحدة كحالة دراسية جاء لسببين , الاول منها يتمثل بكون سوق نيويورك للاوراق المالية يعد من اكبر واهم الاسواق المالية عالمياً والسبب الثاني يتمثل بقدرة البنك الفدرالي في تطبيق سياساته النقدية والتي تعد نموذجاً عالمياً , ولذا وقع الاختيار على اهم مؤشرات السياسة النقدية للولايات المتحدة وهي عرض النقود وسعر الفائدة واهم مؤشرات السوق المالية وهي المؤشر العام للاسعار ومؤشر القيمة السوقية وحجم التداول , كما تضيف الدراسة متغيراً مستقلاً اخر يتمثل بمتغير التخلف الزمني والذي يتمثل بأسعار الاسهم لفترات ماضية .
واظهرت النتائج القياسية والمعبرة عن مؤشرات التداول (المتغيرات المعتمدة ) استجابتها للتغيرات الحاصلة في عرض النقود وكذلك التغيرات الحاصلة في اسعار الاسهم السابقة واستبعاد تأثير المتغير الاخر وهو سعر الفائدة لارتباطه بعلاقة تشابكية مع متغيرعرض النقود و كما تمكنت الدراسة من اثبات دور المتغير النقدي (عرض النقود وسعر الفائدة ) وتحركات الاسهم السابقة في مؤشر القيمة السوقية تداول لسوق نيويورك للاوراق المالية .
ان النتائج القياسية التي توصلت اليها الدراسة تدفع بأتجاه امكانية استخدام السياسة النقدية في التأثير على النشاط الاقتصادي عبر قناة سوق الاوراق المالية من خلال التأثير في مؤشرات التداول كما يمكن للمتعاملين في السوق المالية الاستفادة من تحركات الاسهم للمدد الماضية لاتخاذ قرارات البيع والشراء .